العوا: أقف مع حماس لأنها تعرضت للظلم منذ فوزها بالانتخابات

المفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا
كتب أحمد الليثي - قال المفكر الإسلامي الكبير الدكتور محمد سليم العوا إن التطورات الأخيرة في قطاع غزة تمثل مأساة كبيرة يتحمل مسؤليتها الفلسطينين أولا ثم العرب المرتبة الثانية.
ودافع العوا - في حواره مع برنامج القاهرة اليوم الذي يذاع على شبكة أوربت - عن حركة حماس وقال انها منتخبة من الشعب الفلسطيني بنسبة 77% وهي ليست حركة صهيونية بل هي فصيل فلسطيني وطني من حقه ان يتولى الحكم دون وضع العراقيل وخلق المشكلات لهم - كما حدث - طالما أن الشعب هو الذي يريدهم.
وردا على سؤال حول تعاطفه مع حركة حماس رد العوا: بلا شك أنا متعاطف مع حماس.
وأضاف: لقد تربيت منذ صغري على الوقوف بجانب الحق، والانتخابات الفلسطينية اتت بحماس إلى الحكم بإرادة الشعب، لكن حماس لم يسمح لها بمباشرة مسؤلياتها منذ اليوم الأول وتعرضت لظلم واضح من قبل جميع الأطراف بما فيهم مصر لذلك فأنا أقف معها.
وقال ان حماس لم تقم بالقتل في غزة كما يتهمها خصومها بل ان ما يحدث هو تقاتل بين حركتي فتح وحماس.
وتساءل العوا: هل حماس هي التي أطلقت النار على ئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية لدى عبوره من معبر رفح عند عودته من زيارة خارجية وهل هي التي أطلقت الصواريخ على منزله.
وعن اتهام حماس بعد الواقعية السياسية لأنها لا تريد الاعتراف بإسرائيل بينما تعرض عليها هدنة طويلة قال العوا إن اسرائيل لا تعترف بحماس ولا بحقوق الشعب الفلسطيني ولا بحقوق العرب فلم نطالب حماس وحدها بالاعتراف بإسرائيل.
وأضاف: ان ياسر عرفات لم يعترف باسرائيل وكذلك الدولة العبرية لم تعترف بمنظمة التحرير إلا بعد توقيع الاتفاقيات بينهم، فهناك وليس من الضروري أن اعتراف متبادل قبل بدء التفاوض.
وقال لا يمكن أن تكون الشرعية في جانب الرئيس محمود عباس وحده فكما هو منتخب من الشعب فإن حماس أيضا منتخبة من الشعب.
وفجر العوا مفاجأة حين أخرج القانون الأساسي الفلسطيني (الدستور) من حقيبته وقال انه لا يحتوي على أي نص يسمح للرئيس محمود عباس أن يقيل الحكومة المنتخبة ويعين حكومة طواريء دون موافقة المجلس التشريعي.
ووصف هذه الخطوة من جانب فتح بأنها اختراع لا يعلم من أين جاءوا بها.
وردا على ما نسب لحماس من تجاوزات بعد انتصارها في غزة واقتحامها مقر الرئاسة الفلسطينية قال العوا إن كانت حماس قد اقتحمت مقر الرئاسة ففتح أحرقت منزل رئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك المنتمي لحماس في الضفة - رغم ان الرجل معتقل لدى اسرائيل - بالإضافة إلى عدد من المنشئات التابعة لها.
وعن الفتوى المنسوبة إليه والتي وزعت في غزة - قبل سيطرة حماس عليها - ويدعو فيها لقتل اعضاء حركة فتح باعتبارهم الفئة الباغية قال العوا ان المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف اتصل به وأخبره ان السفير الفلسطيني في القاهرة أخبره أن هناك فتوى منسوبة للعوا توزع في قطاع غزة تدعو إلى قتل مقاتلي حركة فتح لأنهم من الفئة الباغية.
وتكلم العوا مع السفير الفلسطيني الذي أكد الكلام للعوا وعاتبه على الفتوى المنسوبة إليه.
وأضاف العوا أنه اتصل برئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية لكنه لم يجده فتحدث معه عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس د.مروان ابو راس واكد ان الفتوى توزع في غزة لكن حماس تعلم أنها مكذوبة.
وقال العوا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصل بمرشد الإخوان وبشخصيات سياسية مصرية ليشكو من الفتوى.
لكن العوا نفى في بيان أرسله إلى مرشد الإخوان وإلى الدكتور يوسف القرضاوي والرئيس محمود عباس ومروان أبو راس ان يكون قد أصدر هذه الفتوى وقال انها لا أسا لها من الصحة.
واضاف ان نص الفتوى يحتوي ألفاظا لا يستخدمها تماما في كتاباته.
وقال انه لم يذكر اسم محمد دحلان ولا يعلم عنه شيئا سوى انه مستشار الرئيس عباس.
ودعا العوا جميع الفصائل الفلسطينية إلى الجلوس معا والتحاور والمشاركة في الحكم وفقا لنتائج الانتخابات.
وقال العوا انه حينما يسفك الدم الفلسطيني فإن اسرائيل تكون هي المنتصرة.
وطالب العوا مصر بأن تستكمل جهود المصالحة الفلسطينية وقال انه واجب حتمي على مصر.
وقال إن الأكرم لمصر أن تكون هناك دولة فلسطينية حرة ذات سيادة على حدودها من أن تكون إسرائيل على هذه الحدود.
وقال إن مصر لها الدور الأساسي في ذلك وإن لم يجلس الفلسطينيون اليوم مع مصر فسيجلسون غدا مضطرين مع اسرائيل وأمريكا.
لكنه توقع ان تمر هذه الأحداث كما مرت محن سابقة على الشعب الفلسطيني واستطاع تجاوزها، مؤكدا أن القضية الفلسطينية لن تنتهي.
وعن انعكاس ما يحدث في غزة على مصر - حيث ان حماس تعد امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين - قال العوا: ان المفترض هو أن يؤثر التيار الإسلامي في مصر على غزة وليس العكس فمصر بها الأزهر كما أنها شهدت مولد الحركة الإسلامية في العصر الحديث.
وعن دعوته لجماعة الإخوان في مصر بترك العمل السياسي أكد العوا ذلك وقال انه دعا الإخوان إلى عدم الترشح في أي انتخابات لكن مع ممارسة العمل السياسي بصوره الأخرى المتعددة.
وقال ان مصر لم تستفد من ترشح الإخوان في الانتخابات السابقة بل تأثرت الجماعة سلبا بالصراع مع الحكومة الذي لاجدوى منه ولم يأتي بنتيجة سياسية على أرض الواقع.
وأكد العوا أنه لو أجريت انتخابات حرة في مصر فإن الإخوان لن يحصلوا على أكثر من 25% من الأصوات، لأن هذا هو حجمهم الحقيقي، لكن الظلم الواقع عليهم من النظام يجلب لهم التعاطف الشعبي ويزيد من تأثيرهم في المجتمع.

No comments: